Wednesday, May 02, 2007

رغم العيال و الناس


ظلت ترمقة و هي جالسة على الأرض تعبث بما تبقى في قدح القهوة بأصبعها.. تراقبه و هو يقلب في اوراقه التي لا يتخلى عنها ابداً.. حتى في اليوم الوحيد الذي يقضيه معها..لم ترد أن تغضب منه..و لذلك بدأت تتأمل ملامحه التي تعشقها..وجهه الأسمر النحيل..عيناه العسليتان الحائرتان دائماً..و هذا السواد الذي يحيط بهم دائماً من الإرهاق..تلك الشعريات البيضاء التي تخط طريقها على جانبي رأسه بخجل و روعة لتزيده و سامة و رجوله..ظلت تفكر أنه إذا راه أحد وحده بقامته الطويلة النحيلة .و وسامتة الطاغية..لن يصدق انه في منتصف العقد الرابع من عمره و لديه طفلين..لا ..لم يعودا طفيلن على الأطلاق..و عندما تذكرت هذا انقبض قلبها للمرة المليون فها هي تذكر نفسها إنها مجرد دخيلة على حياته و حياة زوجته و ابنه..و لكنها تحبه..وهو يحبها..أليس من حقها إذن أن تملكه و لو لهذه الساعات القليلة التي يقضيها معها...أنه من حقها..."لا ..لست سارقة...لست خائنة...فانا أحبه...هذا كل ما في الامر..أحبه بجنون".....


لاحظ هو شرودها..فوضع الورق جانبه..و مد يده إليها و جذبها ليجلسها بجواره على الأريكة.. أزاح شعرها الأسود الناعم عن جبينها ليطبع قبلة حانية عليه..و ظل يتأمل وجهها الشاب الجميل..كثيراً جداً ما يشك انه لا يستحق وجود تلك الجميلة في حياته.. ..لم تسطتع هي أن تقاوم دموعها فنظر إلي عيناها الدامعتين نظرة معاتبة ..فأخفت رأسها في صدره..و ظلت ترتجف بين ذراعيه الدافئتين.. كم تعشق هي رائحته و دفئه...إنها تتمنى فقط أن ينتهى العالم عند هذه اللحظة و تظل معه للأبد..
و لكن كيف..سوف تأتي اللحظة التي يذهب فيها و يتركها بمفردها..سيذهب هو لبيته و زوجته و ابنه..و لن يشعر بتلك الوحدة التي تعيش هي فيها..فهو كل ما تملكه في حياتها ..الأب و الحبيب و الصديق ..كل شيء..فبعد أن توفت أمها ..لم يعد لها غيره..و على الرغم من أن أمها حذرتها منه كثيراً قبل ان تموت..إلا انها لم تقدر ان تبتعد عنه.. و لكن كم يألمها مجئيه خلسة إلي بيتها..كم يؤلمها انها لا تسطيع أن تخرج معه في مكان عام و يقدمها لكل اصدقائه و تعيش معه حياته..هي تعلم ان شيء كهذا يعرض اسرته و وظيفته المرموقة للخطر..و لذلك عزاءها الوحيد انها تعلم انه يحبها فعلا....انها متأكدة انه يحبها..
تملصت من بين ذراعيه و نظرت الى وجهه جيداً و هي تسأله "هل تحبني؟؟"..

"كما لم أحب شيئا من قبل !"

"حقا!"

"بالطبع...اتشكين في هذا؟"

"لا ..فقط احب ان اسمعها منك من وقت لآخر"

"ساذجة انت يا طفلتي...ارجوك..لا تشك في حبي لك لحظة..اتفقنا؟"

"اتفقنا!.."

ابتسم لها و هو يضع يده في جيب سترته..."و الان..خمني ماذا احضرت لك في عيد ميلادك"
قالت بفرحه:
""احقاًً تتذكره...تخيلت انك نسيته"

"كيف اجرؤ!"..و "الان خمني"

"لا..ارني اياها الان"

"توسلي الي قليلاً"

جثت على ركبتها امامه و قالت "ارجووووك"

فنزل على الارض بجوارها و قال"اياك ان تفعليها ثانية"

ثم اخرج تلك العلبة القطيفة من جيبة و اخرج منها ميدالية دهب...

نظرت له بعتاب و قالت"انت تعلم انني لا احب الدهب"

فقال لها و هو يمسك بالمفتاح اخر الميداليه"و لكنك بالطبع تحبين السيارات"

لم تصدق نفسها...اخيراً ستذهب الي جامعتها بسيارة..صحيح هي في السنه الاخيرة..و لكنها ستفعل..ارتمت بين ذراعيه

"لابد و انها كلفتك كثيراً"

"لا شيء اغلى منك عندي"
"لا شيء ابداً ابداً"

فسكت لانه لا يريد ان يكذب عليها ..و هي الاخرى فضلت ان تغير مسرى الحوار فسألته"ما لونها"

فابتسم لذكائها و قال" رمادي"

"فوضعت قبله على يده و قالت"اشكرك"

فافلت يده من يدها و وقف قائلاً."يجب ان اذهب الان..انت تعلمين ان..."

قاطعته "اعلم..لا عليك ..يمكنك ان تذهب"

ثم وقفت و احتضنته بشده ..و قالت له من بين دموعها " ابي ..ارجوك تذكرني كثيراً"

"هذا ما يحدث صدقيني"

قالها و التقط اوراقه من على الاريكة و ذهب تجاه الباب..القى عليها نظرة اخيره ثم ذهب ..

التقطت قدح القهوة و جلست مكانه على الاريكة..و ظلت تعبث مرة اخرى بما تبقى فيه..ظلت تتذكره وهو يعبث باوراقه التي لا يتركها ابداً..تراجع ملامحه التي تعشقها...وجهه الاسمر النحيل و عيناه ال.....

تشعر بالذنب لانها تسرقه من اسرته...ثم قالت لنفسها..لا..لست سارقة...انا احبه..وهو يحبني..يحبني بالرغم من اي شيء..بالرغم من زوجته..و ابنه...فاي شخص يحب ابناءه..و هي ابنته..حتى لو كانت ابنه غير شرعية...فهي لا ذنب لها في هذا...و هو يحبها جدا لانها ابنته الاولى...هو على استعداد ان يعترف بها...و لكنها هي التي رفضت...رجل في مركزه لا تحتمل سمعته شيء كهذا...غير ان زوجته لن تسعد كثيرا بهذا الخبر..و لكن المهم انها تحبه..و متأكدة انه يحبها...يحبها رغم اي شيء.

29 comments:

shimaa said...

اه اتبعت انا بعته بنت ناس في القصة ديه ..بس انتي عارفة رأيي فيها ..بعيدا عن البعته اللي خلتها اقوى ..تحفة بجد

LAMIA MAHMOUD said...

طبعا اول مرة قرتها اتبعت بعتة زبالة .. ومكنتيش لسة كتبتي ابي دي


وانا بقي بشد في شعري
بس بجد تحففففففففففففففففففففففة

كلمه said...

nafs kalam shaima w lamia :D
2eshme3na 2na elly mesh hatbe3et y3ni :D
mesh faker eny 2oltelek ra2yee fe 2wel marah shoftaha ...bs bgd TO7FAAAAA ... gamda elteneeeeeeeeeeeeeeeeeeen :)))

~ Bato0ot ~ said...

anna ba2a :D zay lamia w shaima w klma :D heheheh
etb3at ba3ta gamda gedan y3ni :S
bas heya 7elwa awy b kol el makayees

خيرالدين said...

كل الناس بتتعامل بحذر كبير مع موضوع المراه التانيه فى حياة الرجل دى بس بجد انت كتبتيها باسلوب جميل

Anonymous said...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الزوجة التانيه ..... الزواج العرفي . قصة معاده مفيش جديد لكن التعبير عن المشاعر ممتاز خصوصا انها قالت ببساطة اد ايه كل واحد بيحب التاني لكن مش بيعبر عن مشاعره
لمستني اوي الجمله دي
إنها تتمنى فقط أن ينتهى العالم عند هذه اللحظة

و فجأه .... انقبض قلبي و عبس وجهي و تحول حلقي لقطعه يابسه من الحطب
بابا ..... ابوها ...

اذن ..... لا تعليق على القصة الحقيقية

the wall

rana 3amra said...

انا فى الاول حسيت انى هبلة بس بعد كدة فهمت الدنيا ماشية اذاى
شديدة يا اميرة :)

كراكيب عادل said...

تحتاج فنجان قهوة

واعادة قراءة

meroooo said...

فكره القصه جميله وحلوه المفجأه في الاخر
بس انا عن نفسي كنت بتمني انها تكون مراته او حبيبته بس كده بقيت مثليه اوي بس تسلم ايديك يااميره

Reemo said...

كنت متخيلاها زوجه تانيه فى الاول
بس مطلعتش
اجمل حاجه فيها انها ممكن تركب الاتنين
بجد روعه
تحياتى

صبري سراج said...

يسعدني ان انضم لقائمة المبعوتين :>

واقولك كمان ان قصتك القصيرة جدا .. جميلة جدا جدا

قضية عم أحمد Ahmed Case said...

القصة محتاجة تتصور فيديوا

تحفة فعلا

bagabigo said...

اول مرة اقرا بوست 3 مرات مش عشان مش فاهمة او اتبعت لا انا فهمته من اول مرة
بس عشان حلووووووووووووووووووو قوى

Just Me said...

من الاول خالص عرفت انها بنته
لانك قلتى عنده طفلين و بعدين مذكرتيش غير ابنه بس .. تيقى هى بنته :)
تحياتى

الملاح التائه said...

بدأت تتأمل ملامحه التي تعشقها..وجهه الأسمر النحيل..عيناه العسليتان الحائرتان دائماً..و هذا السواد الذي يحيط بهم دائماً من الإرهاق..تلك الشعيرات البيضاء التي تخط طريقها على جانبي رأسه بخجل و روعة لتزيده و سامة و رجوله
شكلك بتقري روايات كتير زيي
بوست جميل

heba said...

انت بجد موهوبة يا أميرة
بجد والله أنا ببقى فرحانة وانا جاية عندك ببقى عارفة ان في حاجة حلوة مستنياك وانا بنتهز الفرصة دي واقولك اني كمان بستنى مقالك في ضربة شمس

بجد والله قصتك تحفة جداً جداً وطبعاً كالعادة غير متوقعة تماماً

بس أحلى حاجة انه مازال يحبها ومازال بيروح يسأل عليها وهي كمان بتحبه لأن قضية غير الشرعية في أي علاقة بتسبب تهديد مستمر ليها بس هم تحدوا كل الظروف

بجد رووووووووووووعة .. تسلمي

تحياتي .. سلاماتي .. احتراماتي

heba said...

تصحيح خطأ مطبعي
ببقى عارفة ان في حاجة حلوة مستنياني .. بالياء مش بالكاف
وشكراً

elkamhawi said...

.يحبها رغم اي شيء.

دينا فهمي said...

بجد ما شاء الله متمكنة من الفكرة جدا
عجبتني أوي

تــسنيـم said...

يااااااااااااااه.. طلعت بنته وأنا اللي دموعي نزلت تجري وافتكرت رواية الباب الخلفي وأن مش كل عشيقة لازم تكون لصة وان كثيرات من العشيقات يكون لهن الحق الأول في عشيقهن..


بجد اخص عليكي ربنا يسامحك

We2am said...

ya nhaaar eswd 3al ba3ttttttt :D
eh ya amira ye5rbet el2bda3 dah enty elle mo7trfa ya mama..dah ana 7adft l7aga tanya 55ales allah ye7'rebtk kida!
esh6a 3al2sloob el3'amed ;)

.:.-=- ELGaZaLy-=-.:. said...

جميلة اوى يا اميرة ...بجد ومع انى
للاسف على العكس توقعت خدعة فى الامر فالنمطية ليست اسلوبك ولم تكن وان كان ما فاجائنى حقا فكرة الابنة الغير شرعية ...فقط توقعت انها ابنته وانة تزوج سيدة اخرى غير زوجتة..التى هيا امها فى نفس الوقت..فمشاعر الاب والابنة واضحة للغاية فى اول سطور


تحياتى اليكى

micheal said...

بجد قصه هايله لموضوع مهم عبرتي عنها بكلمات رائعه جعلتها محسوسه
تحياتي لكي

كراكيب عادل said...

دي طلعت بنتة

بس فكرة حلوة

استمتعت بقراءتها القصة دي انا

Unknown said...

اميرة بجد تحفه
أنا عرفت في الاول انها بنته لما قولتي انه له زوجه وولدين وبعدين رجعتي تقولي انها واخداه من مراته وابنه .... طيب فين التاني غير انه يكون هي
بس مع الرومانسيه بتاعتها في نص القصه رجعت واتبعت زي كل الناس اللي اتبعتوا
بجد تحفه مووووووووت

loumi said...

اميرة
مش حاكرر نفس الكلام
بس بجد لحد ما قالت ابى وانا مبعوته زى كل اللى قبلى:)
بس انا مش باحب الظلم
يعنى لا سيارة ولا مال الدنيا كله ممكن يعوضها ما فقدته، والدها ووالدتها ظلموها ولكنها قبل ذلك ظلمت نفسها وهذا ابشع انواع الظلم
تحياتى لك
اتمنى زيارتك لمدونتى المتواضعه

3aziz 3eni said...

حتى لو قالتش ابى كفاية المشاعر الفياضة الرقيقة
بصراحة حتى لو كانت مش بنتة وعشيقته او زوجته الثانية اكيد كل الناس هتتعاطف معاها ومع مشاعرها
لكن الصدمة الحقيقية انها بنته هى دى النقطة اللى خطفت كل الانظار بعيد عن رقية المشاعر وقوة الوصف اهنيك على قوة الكلمات ودقة الوصف
كثير من البنات بيكون عندهم نفس المشاعر تجاه ابوهم الشرعى لكن ما بيقدروش يحسوا بيها بالشكل ده لكن علشان هى بنت غير شرعية فكانت الاحاسيس عالية جدا وفتاكة لدرجة ان الواحد بيفتكر انها عشيقته او مراته اخترتى موقف صعب وقدرت تتغلبى عليه بشكل رقيق كالعادة
انت اميرة

عطاالله النديم said...

تحفة بجد ..
كنت بفكر لو يتعمل ملتقى لهواة القصة القصيرة على النت ..
يتابدلوا الخبرات فيها ومنها ..
http://egynadeem.blogspot.com

أحمد سلامــة said...

أولا ميرسي ليكي جدا على بوستر
some one like u
لاني كنت هتجنن على اسم الفيلم ده
ثانيا بقى
انت تنفعى تبقى سيناريست ممتاز
القصة حلوة والمفاجأة كسرت حاجز الحدوته المملة القديمة
برافو والله عليكي
ميرسي ملره كمان على الفيلم