اغمضت عيناها و ظلت تركز كل حواسها لتنجز مهمة واحدة فقط ..و هي استرجاع وجهه في ذهنها..اول ما اخترق هذا الظلام المشوب بخيلات غير مفهومة هي التجاعيد التي كانت تظهر بجانب عينه عندما يبتسم....فتبتسم هي بمرارة..و تفتح عيناها و تغلقهما سريعاً لتعاود المحاولة..هذه المرة يظهر وجهه كاملاً يبتسم و لكنه يختفي سريعاً..تحاول مرة اخرى ..و لكن وجهه يظهر تلك المرة ملامحه مختلطة بملامح حبيبها..فتحت عينها و قد يأست في ان تستجمع صورة كامله له في ذهنها لمدة نصف دقيقة حتى..و تلك هي الطقوس اليومية الخاصة بها و هي في طريقها لعملها ..و بعد ان تنتهي منها تبدأ في مراقبة من معها في عربة المترو واحدة تلو الاخري..لتكتشف ان هناك اثنين منهم يراقبونها بدورهم..تبتسم بداخلها و تتذكر العقدة الازلية للمصريين..التجسس على الاخرين..يقف المترو و تركب سيدة ترتدي جلباب اسود و تدفع امامها كرسي متحرك يجلس عليه طفل حليق الشعر..مصفر الوجه..و تردد بصوت عال مبحوح" ساعدوا مريض السرطان..ساعدوا مريض السرطان"..يقشعر جسدها رهبة من ان تقترب منها السيدة بالطفل..فهي تخسى هؤلاء الاطفال بداخلها و دائماً ما تلوم نفسها على ذلك..تتأمل الطفل من بعيد..فترى في عينه نظرة الم ..فتشعر انه ليست خائفة منه الي هذا الحد و لكنها لم تجرؤ في الاقتراب منه لشعورها لتعطي تلك السيدة اي مال..ظناً منها ان تلك الفتاتين مازلوا يراقبونها..!!
وقتها تسأل نفسها ..لماذا هي حزينة..اليس من الممكن ان تكون هي مكان هذا الطفل و لكن الله عفاها من ذلك و رحمها...و كلنها تتساءل مرة اخرى..و لماذا من الاساس يصاب هذا الطفل بمرض قاتل كهذا..فتأتي في رأسها تلك الافكار التي طالمها كرهتها ..."ليه بنتعذب في الدنيا و احنا مخترناش نعيشها..و لو فكرنا ننتحر يبقى حرام؟."...."ليه تقريبا كل حاجة حلوة و بتستمع بيها حراام؟".."ليه ربنا بيخلينا نحب ناس و حاجات و بعدين يحرمنا منها؟"..الناس اللي مؤمنة بقضاء ربنا دي مؤمنه ليه..عشان هي فعلاً مقتنعة ولا عشان هما معندهمش حل تاني غير كده؟"..."انا لو قتلت نفسي فعلا ربنا هيعذبني...طيب ما اموت نفسي و اجرب..مش هما بيقولوا ان ربنا رحيم و بيسامح اي حد..ليه مايسمحنيش عشان انتحرت؟"..."ليه في ناس بتعمل حاجات غلط كتير و مع ذلك مستريحة؟..و لو الناس دي مش مستريحة و صحيح مفيش حد مستريح في الدنيا يبقى ربنا بيعذبنا ليه مش المفروض انه بيحبنا؟.."..." ممكن يكون ربنا بيعذبنا عشان احنا كلنا لحد دلوقتي فاهمين الدنيا الغلط و مش عارفين نعيشها فبيعذبنا عشان نفوق و مش بنفوق بردو؟".."ولا ربنا مش بيعذبنا اساسا و احنا اللي بنعذب نفسنا؟"...
و بعد ان تقوم بالقاء هذا السيل من الاسئلة على نفسها..لا تجد لها اي رد..هي لم يهتز ايمانها يوماً واحد..و لكنها فقط الي الان تعاني مثل اي انسان من فقدان الفهم من حكمة وجودنا في تلك الحياة اساسا..ما يجبرها هي ان تعيش و تمارس بحماس حياتها اليومية بنفس الاداء العبثي ..هل هي تصدق ما تفعله..و هل هي تفعله اساسا..ام ان تلك الاحداث التي تحياها هي التي تعيشها و تتحكم فيها و ليس لها هي اي دور او حيلة..
عندما تصل الي هذه النقطة من التفكير..تتذكر فوراً حبيبها.. اروع و اجمل شيء اهداه الله اليها.. تيقن بداخلها انها بدونه لن تستمر في اي شيء...ابتسامته المشجعة هي الوحيدة التي تجعلها ان الايام القادمة افضل ..كل لحظة دافئة قضتها معه تتذكرها و تمررها على ذهنها برفق في اسوأ حالتها النفسية لتشعر انها اصبحت افضل..و ربما لهذا السبب يطاردها دائما هاجس انها ستفقده..و لكنها عندما تتخيل ذلك لا تقوى على التفكير و تجد صعوبه في ان تتنفس..و يسقط منها دمعتين...و تدعو الله الا يتركها ابداًُ...و عندما تيقن انه معها فعلاً ..تبتسم و تضع السماعات في اذنها ليأتتي منير ليقلب عليها اوجاع اخري
" و فينك انا من غيرك ..انا مش عاقل ولا مجنون..انا مطحوون و الدنيا دي رحاية ..و قلبي حب الحب ..و حباه بعيونه..شجر الليمون دبلان على ارضه"
وقتها تسأل نفسها ..لماذا هي حزينة..اليس من الممكن ان تكون هي مكان هذا الطفل و لكن الله عفاها من ذلك و رحمها...و كلنها تتساءل مرة اخرى..و لماذا من الاساس يصاب هذا الطفل بمرض قاتل كهذا..فتأتي في رأسها تلك الافكار التي طالمها كرهتها ..."ليه بنتعذب في الدنيا و احنا مخترناش نعيشها..و لو فكرنا ننتحر يبقى حرام؟."...."ليه تقريبا كل حاجة حلوة و بتستمع بيها حراام؟".."ليه ربنا بيخلينا نحب ناس و حاجات و بعدين يحرمنا منها؟"..الناس اللي مؤمنة بقضاء ربنا دي مؤمنه ليه..عشان هي فعلاً مقتنعة ولا عشان هما معندهمش حل تاني غير كده؟"..."انا لو قتلت نفسي فعلا ربنا هيعذبني...طيب ما اموت نفسي و اجرب..مش هما بيقولوا ان ربنا رحيم و بيسامح اي حد..ليه مايسمحنيش عشان انتحرت؟"..."ليه في ناس بتعمل حاجات غلط كتير و مع ذلك مستريحة؟..و لو الناس دي مش مستريحة و صحيح مفيش حد مستريح في الدنيا يبقى ربنا بيعذبنا ليه مش المفروض انه بيحبنا؟.."..." ممكن يكون ربنا بيعذبنا عشان احنا كلنا لحد دلوقتي فاهمين الدنيا الغلط و مش عارفين نعيشها فبيعذبنا عشان نفوق و مش بنفوق بردو؟".."ولا ربنا مش بيعذبنا اساسا و احنا اللي بنعذب نفسنا؟"...
و بعد ان تقوم بالقاء هذا السيل من الاسئلة على نفسها..لا تجد لها اي رد..هي لم يهتز ايمانها يوماً واحد..و لكنها فقط الي الان تعاني مثل اي انسان من فقدان الفهم من حكمة وجودنا في تلك الحياة اساسا..ما يجبرها هي ان تعيش و تمارس بحماس حياتها اليومية بنفس الاداء العبثي ..هل هي تصدق ما تفعله..و هل هي تفعله اساسا..ام ان تلك الاحداث التي تحياها هي التي تعيشها و تتحكم فيها و ليس لها هي اي دور او حيلة..
عندما تصل الي هذه النقطة من التفكير..تتذكر فوراً حبيبها.. اروع و اجمل شيء اهداه الله اليها.. تيقن بداخلها انها بدونه لن تستمر في اي شيء...ابتسامته المشجعة هي الوحيدة التي تجعلها ان الايام القادمة افضل ..كل لحظة دافئة قضتها معه تتذكرها و تمررها على ذهنها برفق في اسوأ حالتها النفسية لتشعر انها اصبحت افضل..و ربما لهذا السبب يطاردها دائما هاجس انها ستفقده..و لكنها عندما تتخيل ذلك لا تقوى على التفكير و تجد صعوبه في ان تتنفس..و يسقط منها دمعتين...و تدعو الله الا يتركها ابداًُ...و عندما تيقن انه معها فعلاً ..تبتسم و تضع السماعات في اذنها ليأتتي منير ليقلب عليها اوجاع اخري
" و فينك انا من غيرك ..انا مش عاقل ولا مجنون..انا مطحوون و الدنيا دي رحاية ..و قلبي حب الحب ..و حباه بعيونه..شجر الليمون دبلان على ارضه"